بلدة العباسية
تقوم على البقعة التي كانت عليها قرية (يهود) بمعنى مدح وعرفت هذه القرية باسم اليهودية إلا أن أهلها استبدلوه باسم :"العباسية" عام 1932 نسبة لشيخ صالح مدفون فيها . وبلدة العباسية من قرى قضاء يافا الكبيرة وتقع إلى الشرق من مدينة يافا وتبعد عنها 13 كم، وترتفع 50 م عن سطح البحر تبلغ مساحة أراضيها 20540 دونماً يحيط بها قرى دير طريف وجنداس وكفر عانة .
وقدر عدد سكانها عام 1922 (2437) نسمة ، وفي عام 1931م حوالي 3258 نسمة ، وفي عام 1945 (5800)نسمة منهم 5650 عربياً و150 يهودياً.
يوجد في البلدة مقامات يجلها الناس مثل مقام النبي يهوذا والذي ينسبوه إلى يهودا بن يعقوب . وهذا لا يتفق مع الحقائق التاريخية ، حيث ولد يهوذا في شمال سوريا ونزل مع أبيه وإخوته مصر . ومقام أبو عرقوب نسبة لشيخ صالح بهذا الاسم .
ومقام الشيخ عباس، لعله الفضل بن العباس الذي قيل إن قبره في الرملة.
قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 حوالي 6554 نسمة وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرات استيطانية على أراضي البلدة هي:
Yehud (1948), Magshimim (1949), Ganne Yehuda (1951), Ganne Tiqwa (1953), Savyon (1954)
كما أن جزءاً من مطار بن غريون قد أقيم على أراضي العباسية.
يبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (40248) نسمة.
مساحتها "101" ألف متر مربع
مسجد بلدة العباسية – قضاء يافا ( بلدة اليهودية) حول الى كنيس.
كان مدير مدرستها سنة 1936م الاستاذ مصطفى الطاهر، فسماها (العباسية) نسبة إلى قبر الولي المدفون بها.
و أراضي العباسية من أخصب أراضي فلسطين ، فكان بها أكثر من 400 هكتار مزروعة بالحمضيات و تسقى من أكثر من 150 بئرا ، و حوالي 50 هكتار من الزيتون .. و كان في العباسية سوقا للحصر التي تصنع من بردى بحيرة الحولة .. وكانت تقام بشكل أسبوعي ..
عائلات قرية العباسية - الحمايل
- *البطانجة، وهم من بني تميم واقاربهم في قرية يازور
- *المناصرة: ويعودون إلى قرية (دير دبوان) وهم من أعقاب المقداد بن الاسود
- *الدلالشة
- *المصاروة
- *الحميدات: وهم أقدم سكان العباسية. يقولون إنهم من أحفاد الملك الظاهر بيبرس
وينسب إلى بلدة العباسية: زكي عبد الرحيم (1909 ـ 1063م) م أصدقاء الشيخ حسن سلامة، خاض معه معارك، ولماعاد الشيخ حسن سلامة من ألمانيا عام 1944/ اخفاه زكي في بيارته فلم يهتد اليه الانجليز، وبعد النكبة التجأ إلى دمشق حتى توفي.

دمر الأعداء الصهاينة البلدة ..في 5/7/1948 ..وقد تكونت لجنة قومية للدفاع عن القرية فجمعوا المال و اشتروا الأسلحة و قاوم أهالي البلدة مقاومة عنيفة ..ومن أعضاء تلك اللجنة : زكي محمد عبد الرحيم و وعلي محفوظ أبو لاوي و الشيخ مصطفى أبو سلبد والشيخ خميس حماد وخميس الحجة و عبد الله الرشيد ويونس الحوراني واسماعيل الحنطي ..
مجزرة " العباسية"
في يوم السبت 13/12/1947م " وكان جيش الانتداب البريطاني ما يزال يسيطر على فلسطين " نفذ تنظيم " الأرغون " الإسرائيلي هجوما على بلدة " العباسية " . وكان الإسرائيليون المهاجمون متنكرين في زي جنود بريطانيين ، وقد أطلقوا النار على العباسية وفجروا عدداً من منازل القرية ، وأطلقوا النيران على عدد من السكان الذين كانوا يجلسون أمام مقهى القرية ، ووضع القتلة مجموعة من القنابل الموقوتة ، وزرعت العبوات الناسفة في عدد من المنازل .. ووصل إلى المكان العديد من جنود الاحتلال البريطاني ، لكنهم لم يتدخلوا ، بل قاموا بتطويق العباسية تطويقاً جزئياً ، وتركوا للقتلة طريقاً للهرب من الجهة الشمالية .. وكان عدد المهاجمين الإسرائيليين أربعة وعشرين .
بلغ عدد ضحايا هذه المجزرة " 7" شهداء ، وأصيب سبعة آخرون بجراح خطيرة توفي اثنان منهم لاحقاً ، وكان بينهم طفل في الخامسة من عمره ، وأمه في العشرين من عمرها و أصيب خمسة نتيجة لانفجار العبوات الموقوتة ، في الأيام التي تلت المجزرة.
عملية شاميتز: في 27/4/1948، واستهدفت تدمير القرى العربية المحيطة بيافا، لعزل المدينة عن باقي فلسطين.
حسن سلامة في العباسية
ولما تسلم الشيخ حسن سلامة، قيادة القطاع الغربي، بعد قرار التقسيم سنة 1947م اتخذها مركزاً لتموين ذلك القطاع. وتنادى اهل البلدة فشكلوا لجنة قومية، أذكر من أعضائها: زكي محمد عبد الرحيم، مختار القرية، وعلى محفوظ ابو لاوي، من المخاتير، والشيخ مصطفى أبو سلبد، والشيخ خميس حماد، وخميس صالح الحجة، من المخاتير، وعبد الله الرشيد، ويونس رباح الحوراني، وإسماعيل الحنطي. وجمعوا الاموال من القرية واشتروا الاسلحة. ومن يوم صدور قرار التقسيم حتى جلوا عن بلدتهم لم ينقطعوا يوما واحداً عن منازلة الاعداء والنيل منهم، رغم قربها من مستعمرة "ملبس" اليهودية. واحتلها اليهود في 5/7/1948م، بعد قتال عنيف مع مجاهدي القرية.
* ولما علم الانكليز بالامر قاموا بجهود عظيمة لمعرفة مقره الا انهم فشلوا في ذالك . وهكذا استطاع الشيخ حسن سلامة النجاة مرة ثانية من المخابرات البريطانية حيث اخفاه السيد زكي عبدالرحيم في بيارته بالعباسية مدة طويلة ثم انتقل في شخصية متنكرة الى قرية المزيرعة يساعده في ذالك صديقه محمد صلاح الذي اسكنه في بيت الحج ذيب محمد مدة طويلة وأهل البلدة لا يعرفون هوية الضيف الجديد اللهم الا انه ضيف على الحج ذيب ، وبقي في البلدة حتى بداية الثورة . وبعد صدور قرار التقسيم استلم قيادة القطاع الغربي من المنطقة الوسطى الممتد من يافا الى وادي الصرار
* ففرَّ أبوعلي إلى إيران ومنها إلى ألمانيا وهناك تدرَّب على القتال والألغام… وفي سنة 45 نزل هو وبعض الألمان بطائرة سرّية في سهول أريحا… كان يحاول استغلال التناقض بين الألمان والإنجليز… حاول إشعال الثورة في فلسطين ضد الإنجليز واليهود… اكتشف الإنجليز أمره… ألقوا القبض على بعض رجاله… تمكّن أبوعلي من الاختفاء في بلدة العباسية حيث كان يتصل بالثوار سرّاً من هناك… اشتد عليه الخناق… فرَّ إلى مصر وهناك التقى مع القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.
نتذكر فلسطين
من ذكريات الحاج فارس الظاهر من قرية العباسية :-
ستة وخمسون عاما مرت على ضياع فلسطين, وتحول قضية أهلها والمشردين إلى ملف غارق في غبار النسيان, وتحول حق العودة والتعويض إلى أحجية وحلم بعيد المنال. ومن كان عند نزوح أهله عن الأرض والدار والعتبات طفلا صار الآن كهلا، لم يعد لديه سوى القليل من الوقت والأماني وذاكرة مسننة يستند إليها، ويتحسس من خلالها فلسطينه التاريخية، فيما يده الراجفة تربت مطمئنة مفتاحا عتيقا، مخبئا في أعماق فؤاده الجريح. وتقول له فيما يشبه الهذيان المكابر"إحنا لا بد يوم نعود".

ترصد استذكارات عدد من كبار السن ممن هجّروا، وواصلوا طوال كل تلك الأعوام تجرع كأس الغربة بمرارة وأمل.
هنا لقاء مع الحاج فارس الظاهر من بلدة "العباسية" المحتلة العام 1948.
- أريد أن أعيدك الى زمن جميل ،حيث ترى البيوت والبيارات أمامك ، ويمر شريط الذكريات عن العباسية فماذا تقول عنها ؟
- أراضي البلدة كبيرة وأغلبها مطوب وعلى الأغلب أن كل واحد منا يعرف أرضه، وكانت بلدتنا مليئة بالبيارات إذ تشتهر العباسية ببرتقالها، وتختلف طبيعة الحياة بشيء بسيط عن بقية القرى الفلسطينية فنحن على سبيل المثال لم يكن في بلدتنا ساحات أو ما يسمى اليوم بالمضافات، فقد كان كل شخص يأتي الى بيت معين يستقبل به وكان أيضا هناك ضيوف للقرية يذهبون عند مختار القرية، هناك عدة حمايل في بلدنا منها الحميدات الذين نحن منهم والبطانجة والمناصرة والمصاروة ولكل حمولة طبعا مختارها الذي يمثلها.
مسجد البلد هو مسجد قديم أما إمامه فهو الشيخ الدريني وهو قرب بيته ، أما الحديث عن مدرسة البلدة فكان لدينا مدرستان , منها المدرسة التي تقع شرقي البلدة وكانت بعيدة عن البيوت، طبعا هذه المدرسة لها ساحتها ولها أرضها الواسعة، أيضا الى جانب هذه المدرسة كان هناك مدرسة النبي والى جانب هذه المدرسة فيما اذكر مقبرة، وقد درست أنا في المدرسة التي تقع شرق البلد فهي المدرسة الأكبر وكان مديرها الأستاذ عبد الحفيظ الرمحي، حيث تدرس هذه المدرسة للصف السابع الابتدائي، وقد وصلت أنا للصف السادس، أما مدرسة النبي فهي كما قلت مدرسة صغيرة فقد درست للصف الثالث الابتدائي، وبالتأكيد لم تدرس الفتيات في مدارس القرية، أما الأستاذ محمود مقدادي فقد درّس الطلاب في بيته, وفيما أعلم انه كان لديه صفان ويتقاضى من هذين الصفين بدل تعليمه لهم، وإذا أردت أن نقترب أكثر من سمات البلدة فقد كان هناك بئر يسمى "بير الحصر" وحكاية هذا البئر أن الناس الذين كانوا يصابون بحصر في البول يتجهون الى هذا البئر ويشربون منه وبأذن الله يشفون من مرضهم هذا، وهذا البئر موجود في بيارة المالحة وهو كفريا بمعنى انه قديم جدا.
أيضا هناك مقام الى الشمال من البلد وهو مقام النبي "هود" والى جانب هذا المقام مقبرة حديثة لأهل البلد أما المقام فهو بناء صغير في داخله فتحة يضعون بها الناس قناديلهم ونذورهم، وحين يختلف الناس يذهبون الى المقام لحلف الأيمان عنده، أيضا هناك ولي آخر عند مدرسة النبي لم اعد أتذكر اسمه، وهو تقريبا نفس مقام النبي هودا حيث يذهب الناس إليه لإيفاء النذور وحلف الأيمان، وقد كان أيضا عدة للدراويش يخرجون بالطبول والرايات حينما يحدث أن تكون هناك مناسبة زفاف لأحد الشبان في البلدة، وأيضا لم يتفرد هؤلاء الدراويش بهذه المناسبة فقد كان الحاج جمعة لديه أدواته أيضا فقد كانت أدواته مختلفة حيث كان يأتي بالأدوات الموسيقية المختلفة للمساهمة في إقامة الأفراح وبالطبع فقد كان يتقاضى أجر ذلك .
أذكر أنه كان في هذه القرية عيادة قطرة، و اسم الممرض آنذاك فوليب وقد اقتصرت مهمته على تقطير الناس وإعطاء الإبر لهم، وإذا كان المرض أشد فإننا نتجه الى مدينة يافا، وكحال القرى في تلك الأيام الذي كان يهتم بالنساء الدايات فقد كانت الحاجة حفيظة تولد اغلب نساء القرية ولم تكن تنظر الى أي مكافأة مالية فقد كانت تخرج بحلوان الطفل الذي أتى وهذا يعتبرونه كافيا كهدية رمزية لها.
لقد كانت هناك مقاومة ، وهبت الكثير من القرى لنجدة العباسية، فما الذي دعا أهل البلد للخروج من بلدتهم ؟
- لم نكن نخاف من اليهود نحن لأننا كنا نعيش قريبين من بعضنا، سأحدثك من البداية حينما دخلوا كانوا بسيارة أرادوا الحاج محمود الحاج علي وهذا الشخص كان يضمن بيارات البرتقال، لكن سؤالهم عنه في هذه المرة لم يكن بنية بريئة بل كانوا يبيتون شيئا، هم أتوا من جهة الشمال من منطقة "ملبّس وعرب حجازي" حينما دخلوا ووصلوا الى منتصف البلد أوقفوا سيارتهم واخذوا يطلقون النار الى جميع الجهات، في منتصف البلدة هناك مقهيان احدهما لإبراهيم الحاج حسين، والآخر مقهى جودة وهذا المقهى بالقرب منه حائط صغير بدأت الناس تهرب منه حتى لا يصابوا بالرصاص الذي يتجه الى كل الأمكنة أنا قفزت عن هذا الحائط القصير لأنجو من عملية إطلاق الرصاص، بعد ذهاب اليهود أتى المقاتلون وقد سمعوا عن هذه العملية، بالطبع اليهود انسحبوا من أماكنهم وقد زرعوا الالغام قبل مغادرتهم مما أدى الى أن يصاب بها بعض أبناء البلدة، وبعد هذه العملية مباشرة حدثت عملية أخرى في منطقة البيارات تقريبا خارج البلدة، الناس الذين يعملون في قطف البرتقال يجلسون عادة في ساحة البيارة ,وكانت المسافة بيننا وبين اليهود تقريبا الكيلو أو اقل من ذلك ولم يكونوا مكشوفين مثلنا نحن , وقد وقف العمال الذين يعملون في قطف البرتقال من أجل العمل ,وفوجئنا بإطلاق نار كثيف من الجهة الأخرى , ولكن رددنا عليهم بالمثل، أثناء هذا الاشتباك وقفت دبابتان عند بيارة "لزار قلم" وهو شخص يهودي وبدأتا بإطلاق النار علينا، والمقاتلون يردون على هذه النيران، ثم نزلت المصفحتان للفصل بيننا وبين اليهود، من خلال هذه المناوشات بدا جليا للعيان انه لا يوجد أي تكافؤ بيننا وبين العدو الصهيوني وآلة الإرهاب التي يمتلكها، ففي تلك الفترة اشترى والدي رحمه الله بارودة بمائة جنيه، وأما الذي لم يستطع شراء السلاح فقد كانوا يعطونه بارودة لكي يقف على حدود البلد للحراسة .
أما الموقف الآخر الذي شهدته فقد قال لي والدي أن اذهب الى البيارة لأرى هل نزل العمال بها أم لا، وركبت دراجتي الهوائية في شارع مكشوف ,وكان اليهود أعلى مني في الموقع وبيننا كيلو واحد حينما بدأت اطلع الى " بيت البابور" وهو عبارة عن بيت" زينكو" يستخدم للسقاية وحينئذ بدأ إطلاق النار الكثيف تجاهي مباشرة فنزلت عن دراجتي وانزويت الى جذع الشجرة حتى هدأ إطلاق النار ووقفت بعد ذلك وسحبت الدراجة، وأنا كنت خائفا عليها , وحينما وصلت الى آخر البيارة خرجت الى الشارع العام، فقابلت لحظتها "حسن سلامة" القائد المعروف وكان معه جماعة من المسلحين وأخبرته بما جرى، فقال لي أن اذهب وبعدها اشتعلت المعركة واتت النجدة من سلمة والخيرية وكفرعانة، في هذه المعارك أصيب علي الغبيش وهو من أهل البلدة، أصيب في ظهره وتوفي لاحقا هنا في الأردن، ولم يتم خلال هذه المعركة احتلال البلد.
بعد هذه المعركة أصبح الخوف مخيما على البلدة، والبيوت بدت فارغة، فقد خرج أناس كثيرون من البلد فقد نشبت الشائعات بأن اليهود يغتصبون ويقتلون، فخرج الناس بأنفسهم وبقي بعض الرجال في البلد ليقاوموا عنها، هذه المرة أيضا دخل اليهود من الشمال بالمدرعات، كان لدينا في بيارتنا حفرة لأغراض الزراعة استحكم اليهود بها ووضعوا مدفعيتهم هناك وبدأوا بإطلاق النيران علينا، وفي هذه المعركة كان "عبد القادر حسين أبو بربورة" وهذا البطل بقي يقاوم كآخر رجل في البلد وحدثنا الناس أن اليهود وضعوا علما في المكان الذي استشهد به، واحتلوا البلدة وبعد يوم استرجع العرب قرية العباسية واخذوا الشهيد عبد القادر ودفنوه داخل البلد، أنا ووالدي وأخي عدنا لأطراف البلد حيث بيارتنا وهي متاخمة لبيارات اليهود، فأطلق اليهود النار علينا، طبعا استطعنا بإرادة الله النجاة واللجوء الى البلد , وفي هذه الأثناء استشهدت "زريفة القبق" وقد كنا نحن في نفس المنطقة، كما قلت لك خرجنا الى البلد حيث لم يتبق غير المسلحين الذين لم يستطيعوا أن يقاوموا كثافة النيران، خرجنا بعد ذلك الى "عابود" مكثنا هناك لسنة وقد استقبلنا أهل القرية وأقمنا في غرفة واحدة نحن وأبقارنا معا، وبدأت النقود تتناقص معنا، لأنه لا يوجد هناك عمل لذا خرجنا الى منطقة " عقبة جبر" لأن الحياة هناك أصلح كما قيل لنا , وبالفعل ذهبنا إلى هناك وعملنا في شق الطرق في شرق الأردن وعملنا في طريق العارضة
- وهل هي البداية للخروج من الوطن نهائيا ،ثم أين أصبح أمل العودة بعد كل ما جرى ؟
- بعد ذلك اخذ الطيران الإسرائيلي يحلق فوقنا على ارتفاعات منخفضة، وفي هذه الفترة كان أهل الرملة والبيرة يخرجون من فلسطين الى الأردن بهالة من الهلع والخوف ماشين على أقدامهم، كان أخي حامد قد وجد باصا في الطريق أصلحه وخرجت في هذا الباص مجموعة من المهاجرين، خلالها كانت الطائرات تقصف الناس والجيش "بالنابالم" أنا رأيت جنودا على الطريق محترقين، وبجانب الشونة ضربت الطائرات الاسرائيلية احد أبناء بلدنا اسمه "أبو سلبد" حيث ضربوه قذيفة " نابالم " احترق الرجل وبغلته والناس الذين كانوا معه لم تكن الطائرات تفرق بين عسكريين ومدنيين، لم يكن لدينا أي شيء ونحن في الطريق إلى الأردن، صدقني أن الأمل في داخلنا للعودة الى فلسطين، أنا أقول إننا لن نعود لأن كل هذه الوعود التي نسمعها هي أشياء زائفة وغير حقيقية يا بني لقد حصدونا من كل الاتجاهات.
اسمع هذه القصة: كان هناك رجل يهودي اسمه أبو فرج يعمل في حفر وتوسعة الآبار، حينما نزل الى البئر كان والدي يتندر عليه ويقول له اعمل جيدا فأجابه "وخياتوا ديني أنا بشتغل إلي يا أبو حسني"
ذكريات زائر الى العباسية
غادرنا يافا العربية تاركين فيها قلوبنا وحاملين منها ذكريات جميلة لن تنسى. يمر طريق العودة بالعديد من الآثار العربية, فيشير لنا المرشد: هذه مقبرة باقية وهناك مقام وهنا كان سبيل ماء . وفي طريق العودة اصر مرشدنا ان نعرج ولو لدقائق على قرية العباسية المهجرة , فزرنا مسجدها الذي اصبح كنيسا , ومقام النبي يهودا فيها الذي بدل اصحابه.
القرى التي تتبع يافا
يازور ، بيت دجن ، السافرية ، سلمه ، الخيرية ، ساقية ، كفر عانة ، قرية ألمر ، العباسية ، الحميدية ، فجة ، المويلح ، الجماسين ، عرب السوالمة ، الشيخ مونس ، عرب أبو كشك ، جريشة ، المسعودية ، إجليل ، الحرم ، بيار عدس ، سارونة
التعليم في العباسية قبل عام 1948
قرية العباسية:لقد تأسست مدرسة البنين فيها عام 1919، وفي عام 1941 أصبحت ابتدائية كاملة. وفي مطلع العام الدراسي 1947-1948 فتح فيها صف ثانوي أول. وبلغ عدد تلاميذها في ذلك العام 293 طالباً بينهم 32 يداومون على الصف الثانوي الأول، بينهم عدد من طلاب القرى المجاورة. وبلغ عدد المعلمين 14 معلماً تدفع القرية رواتب ستة منهم، كما تدفع رواتب معلمتين في مدرسة البنات.
وتقدمت مدرسة البنين في صفوفها الابتدائية وأصبحت ذات شعبتين من الصف الأول إلى الصف الخامس. وأنشئ في المدرسة منزل لطلاب القرى المجاورة ينفق علية من أموالهم بإشراف مدير المدرسة. وفي المدرسة مكتبة بلغ عدد كتبها 472 كتاباً، ولها أرض مساحتها 27 دونماً يتمرن الطلاب فيها على الأعمال الزراعية العملية وتربية الدواجن والنحل وتفقيس بيض الدجاج وإنتاج الفسائل الحرجية والفاكهة. وقد بلغ عدد ما أنفقه أهل العباسية عام 1946-1947 على مدرستهم أكثر من 993 جنيهاً فلسطينياً للرواتب والأثاث، كما أنفقوا مبلغ 836 جنيهاً للبناء.
وتأسست في العباسية ناد سمي " النادي العباسي" يقوم بخدمة القرية ثقافياً ورياضياً واجتماعياً وله مكتبة قيمة ساعدت على نشر الثقافة بين الأهالي. وقدر عدد سكان العباسية في أواخر أيام الانتداب بأكثر من 6.000 نسمة.
اضافات
ويقع مسجد القرية المدمرة العباسية الآن في مركز البلدة اليهودية وتم تحويل المسجد الى كنيس يهودي وهو مقفل وتم بناء منازل فوق المقبرة ويرى التقرير :« تغيير استعمال المساجد من دون إذن من الجهات الاسلامية المختصة وزرع جالية يهودية جديدة في الموقع والكتابات والرسومات على الجدران تشير الى احتقار وعدم احترام الحكومة الواضح لامكان العبادة الاسلامية.
الشهيد:- معين صبحي سعيد ابولاوي-كفر الديك- نابلس 19/8/2001
درس الشهيد حتى المرحلة الاعدادية في مدارس نابلس، بلده الاصلي العباسية قضاء يافا، ثم تعلم مهنة النجارة ، ثم عمل لفترة كعامل في الحسبة (سوق الخضار المركزي في نابلس) ثم عمل نجارا في بلدة سلفيت حتى استشهاده بتاريخ 19/8/2001 على الطريق الالتفافي شارع تل- بورين اثر اطلاق عيار ناري عليه من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي اثناء عودته من مدينة نابلس على طريق تل- بورين الترابية بعد شرائه للوازم اولاده من كتب وقرطاسية فأصيب الشهيد بالرأس خلف الاذن اليسرى بعيار ناري خرج من اسفل الظهر، الشهيد متزوج وله بنتان وابن واحد.
الشهيد:- ياسر جمعة عبد الرحيم البدوي- 29عاما- م. بلاطة- نابلس
ولد الشهيد بتاريخ 1/1/1972 في م. بلاطة للاجئين، درس الاعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين ثم التحق في صفوف المقاومة عام 1985 واعتقل وهو شبل عدة مرات. شارك في الانتفاضة الاولى بشكل فاعل ونشيط. طورد مع جماعة الفهود السود التابعة لحركة فتح من قبل الاسرائيلين، ابعد الى الاردن عام 1992 حيث حصل على الثانوية العامة في بغداد اثناء فترة ابعاده، تلقى عدة دورات عسكرية في بغداد، عاد الى ارض الوطن عام 1995 عمل بعدها في صفوف الامن الوقائي لمدة عام ، التحق بجامعة النجاح الوطنية ودرس مدة سنتين في كلية الاداب في الجامعة، ترك الدراسة وتفرغ للعمل النضالي اثناء انتفاضة الاقصى. كان على رأس قائمة المطلوبين لدى اجهزة المخابرات الاسرائيلية لدوره الفاعل في انتفاضة الاقصى . استشهد بتاريخ 20/8/2001 متأثرا بجروحه التي اصيب بها بتاريخ 16/8/2001 اثر انفجار لغم قنبلة اصابته بشظايا في الوجه استقرت احداها في الدماغ واحدثت شلل دماغي كامل. للشهيد ثمانية اشقاء ووالده لا يعمل.



من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العباسية أو اليهودية كانت بلدة فلسطينية تقع على بعد 13 كم شرق مدينة يافا حتى خربت عام 1948.
احتلتها القوات اليهودية خلال حرب 1948 - على اراضيها وارضي القرى المجاورة لها تم بناء مدينة ياهود الاسرائيلية والاجزاء الجديدة من مطار بن غوريون (مطار اللد) سابقا التابع لدولة اسرائيل
كانت تعتبر من اكبر القرى الفلسطينية حيث كان عدد سكانها يتجاوز سبعة آلاف نسمة (الآن اكثر من مائتي الف) ولكنها كانت مشهورة ايضا ومتميزة بصناعة الحصر
كانت تسكن المدينة خمس حمولات وهي جمع حمولة وهي اكثر من عائلة تنتمي لنفس اللفب نذكر منها
الدلالشة ومنها عائلة باكير والكنش
الحميدات ومها عائلة الظاهر والعبيد وهي اول عائلة وطئت الساحل بعد الصليبيين
المصاروة: ومنهم البياري وشلباية والناطور
البطانجة وهي اكبر حمولة منها عائلة ابو حليمة وابو لاوي والغبيش
المناصرة ومنها عائلات عرار ومقدادي وهي من اكبر الحمايل في قرية العباسية

عند مهاجمة اليهود للقرية عام 1948 تصدى عدد من اهل القرية لليهود بالاسلحة التقليدية - البارودة او البندقية - امام الاسلحة والذخائر التي كان يملكها اليهود واستشهد الكثير من اهالي القرية - وهي اكثر قرية خرج منها مجاهدين في فترة النكبة وكانوا اكثر من ستمائة مجاهد -
*

جغرافيا: تقع العباسية على الساحل الفلسطيني المطل على البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة يافا (عروس المتوسط)، تبعد القرية عن يافا 13 كم شرقاً. تحدها من الشمال الشرقي قرية رنتيه و من الجنوب الغربي قرية كفرعانه و من الغرب قرية ساقية، أما المستوطنات المجاورة فهي: من الجنوب الشرقي مستوطنة ويلهلما (مستوطنة جرمانية سميت بالحميدية و عليها الآن مستوطنة بني عطاروت) و من الشمال الغربي مستوطنة تل لتفنسكي (مقامة على معسكر بريطاني) و إلى الشمال مستوطنة بتاح تكفا (المقامة على أراضي قرية ملبس). و لأن العباسية على الحدود الجنوبية الشرقية لقضاء يافا فإن لها حدود مشتركة مع مدينة اللد. تقدر مساحة قرية بـ 20540 دونم على ارتفاع 50 متر عن سطح البحر، و تعرف أراضيها بخصوبتها العالية، و لذا كانت العباسية موئلا للبيارات و الأراضي الزراعية. يذكر تاريخياً أن تعداد السكان في العباسية في القرن السادس عشر كان حوالي 700 نسمة، و في القرن التاسع عشر حوالي 800 نسمة، و في عام 1931 وصل التعداد إلى 3258 نسمة. و تواصل الوفود العربي إلى القرية و زادت نسبة الخصوبة لدى نساء العباسية إلى أن وصل تعداد سكانها عام 1948 إلى 6554، و لا يعتقد انه كان بها ما يتجاوز المائتان يهودي. في عام 1998 قدر اعداد اللاجئين بما يزيد عن 40000 لاجئ، و لكن يعتقد أن نسل العباسية الذين هم على قيد الحياة في العام 2007 يزيد عن 150000 فرد موزعين في شتى أنحاء العالم.
تاريخيا و سياسياً:
تقول احدى النظريات أن قرية العباسية كان مكانها قرية اسمها "يهود" و هي كلمة كنعانية بمعنى "مدح"، و يذكر أن الرومان سكنوها و اطلقو عليها اسم "يوديا" ، و بعد ذلك سميت باليهودية، و يقال أن سبب هذه التسمية جاء نسبة لمقام النبي هودا في القرية، و ينسبه سكانها إلى التبي يهودا بن يعقوب، و لكن هذا ينافي المجرى التاريخي، إذ إن يهودا – عليه السلام – ولد و عاش في شمال سوريا ثم ذهب إلى مصر مع كامل عائلته، و يذكر انه توفى في مصر. التاريخ المعروف للعباسية يبدأ من القرن العشرين، حيث بدأ العرب ينتقلون إلى العباسية لخصوبتها و جمال طبيعتها. بقي السكان مستاؤون من اسم اليهودية إذ أنه كان وقعه على الآذان ثقيلاً، إلى أن غيروا اسم قريتهم إلى العباسية، و كان ذلك عام 1932 حيث نسبوها إلى مقام رجل صالح يسمى الشيخ العباس. و منذ ذلك العام بدأت العباسية بالتحول من قرية بسيطة إلى بذرة مدينة، و بدأ الاعداد لأجيال المستقبل فبنيت بها مدرستان و مسجدان و مقر بلدية و العديد من مباني البنى التحتية، و زاد عدد المنازل فيها عن 1550 منزل في عام 1948. كما ذكر بالأعلى لم يتجاوز عدد اليهود في القرية عن 200 يهودي، و بسبب بساطة الفلاحين في العباسية لم يكونوا يعلمون ماذا يحدث خلف الكواليس، فكانوا لا يعادون اليهود و لا يحتكون بهم بشكل عدواني، إلا أن اليهود نفسهم كانوا نوعا ما منعزلين على بعضهم. في عام النكبة ظل الطرفان اليهودي و العربي في معارك صغيرة تحسم تارة لليهود و تارة للعرب، كان جيش العرب عبارة عن السكان المحليين و اسلحتهم عبارة عن بعض بنادق الصيد و السكاكين ، أما الطرف اليهودي فاعطى المهمة فرقة من قوات الدفاع الوطني الإسرائيلي المسلح و كان اعضاء الفرقة مدربون على السلاح، ثم باشرت الفرقة ما يسمى بالعملية داني و التي أدت إلى احتلال القرية نهائيا يوم 4 مايو / ايار 1948. و نزح اهل العباسية بعد قتال دام طويلا. و دمرت العباسية إلا ما رحم ربي، و مباشرة بعد الاحتلال غيروا اسم العباسية إلى "يهودا"، و باشروا ببناء المستوطنات على هذه المستعمرة، فأقاموا مستوطنة مغيشيم و غني يهودا و غني تكفا و سيفيون، اعوام 1949 ، 1951، 1953، 1954 على التوالي. كما اقاموا جزء من مطار بن غوريون – مطار اللد سابقا – على الاجزاء الجنوبية من القرية.

Views: 116

Comment

You need to be a member of iPeace.us to add comments!

Join iPeace.us

Latest Activity

Lucy Williams updated their profile
Jul 5, 2023
Sandra Gutierrez Alvez updated their profile
Oct 1, 2022
DallasBoardley updated their profile
Feb 8, 2022
RADIOAPOLLON1242 AIGOKEROS PANOS updated their profile
Feb 2, 2022
Shefqet Avdush Emini updated their profile
Jul 2, 2021
Ralph Corbin updated their profile
Jun 25, 2021
Marques De Valia updated their profile
Mar 24, 2021
SSEAYP - South-East Asian Youth liked David Califa's discussion Flash Banners Here
Feb 29, 2020

© 2024   Created by David Califa. Managed by Eyal Raviv.   Powered by

Badges  |  Report an Issue  |  Terms of Service